مولده ونشأته
ولد محمد بن عبد الله بمكة في شعب بني هاشم (بطن من قريش) يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من عام الفيل [3]. ويوافق ذلك 20 أبريل 571م ( أو 570 وحتى 568 أو 569 حسب بعض الدراسات [4] ).
أمه آمنة بنت وهب و والده عبد الله والذي توفي قبل ولادته بقليل [5] و يتصل نسبه إلى النبي إبراهيم. وقد اتفق على سلسلة النسب حتى عدنان وهي :
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (واسمه شَيْبَة) ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف (واسمه المغيرة) ـ بن قُصَىّ (واسمه زيد) ـ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فِهْر (وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة) ـ بن مالك بن النَّضْر ـ واسمه قيس ـ بن كِنَانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكة (واسمه عامـر) ـ بن إلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عدنان.
واختلف في البقية إلى غاية إسماعيل بن إبراهيم وان ثبتت الصلة.[6]
اختار له جده عبد المطلب اسم محمد ثم عرض على مرضعات بني سعد بن بكر، فرفضنه ليتمه وخوفا من قلة ما يعود عليهم من أهله، فأخذته حليمة السعدية كونها لم تجد غيره، وقد عاش في بني سعد سنتين وعادت به حليمة إلى أمه لتقنعها بتمديد حضانته. وهو ما حدث إلا أنه وفي سن الرابعة حدث له بما يعرف بـحادثة شق الصدر فخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة فردته إلى أمه التي طمأنتها بألا تخاف عليه، ويروى أن حليمة أضاعته في نفر في مكة وهي في طريقها إلى أهله ووجده ورقة بن نوفل وأعاده. ولما بلغ ست سنين أخذته أمه إلى أخواله من بني عدي بن النجار تزيره إياهم، وبينما هم عائدون لحقها المرض وتوفيت بالأبواء بين مكة والمدينة، وانتقل محمد ليعيش مع جده عبد المطلب، ولما بلغ ثماني سنوات توفى جده عبد المطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه [7].
[عدل] حياته قبل البعثة
كان في بداية شبابه يرعى الغنم في بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط ثم سافر وعمره 9 سنوات -حسب رواية ابن هشام- مع عمه إلى الشام في التجارة، إلا أنه لم يكمل طريقه وعاد مع عمه فورا إلى مكة بعد أن لقي الراهب بحيرى في بصرى بالشام الذي أخبره أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم ويخشى عليه من اليهود[8].
لقب بمكة بالصادق الأمين [9]، فكان الناس يودعونه أماناتهم لما اشتهر به من أمانة. لما أعادت قريش بناء الكعبة واختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود في موضعه، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم فلما دخل عليهم محمد قالوا جاء الأمين فرضوا به فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه [10].
بلغ خديجة بنت خويلد، و هي امرأة تاجرة ذات شرف ومال [11] عن محمد ما بلغها من أمانته، فبعثت إليه عارضة عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام، وأعطته أفضل ما أعطت غيره من التجار، كما وهبته غلاما يدعى ميسرة، خرج محمد مع ميسرة حتى قدم الشام، فاشترى البضائع ولما عاد لمكة باع بضاعته فربح الضعف تقريبا.
[عدل] زواجه بخديجة وأولاده منها
بعد عودته من رحلة تجارية إلى الشام وما جاء به من ربح عرضت خديجة عليه الزواج فرضى بذلك، وعرض ذلك على أعمامه، ثم تزوجها بعد أن أصدقها عشرين بكرة وكان سنها آن ذاك أربعين سنة وهو في الخامسة والعشرين، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.
أنجب من خديجة كل أولاده إلا إبراهيم فهو من مارية القبطية، وهم القاسم وعبد الله وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة. فأما القاسم وعبد الله فماتوا في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه. إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده.
[عدل] دعوته
كان الشرك وعبادة الأصنام والظلم ووأد البنات وتجارة الرقيق أمور شائعة في قريش والجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد. وللمسيحية واليهودية حضور ووجود في شبه الجزيرة العربية.
وقد نجح الرسول في توحيد قبائل العرب على عبادة الله وحده تحت دين الإسلام ونجح أيضا في تأسيس أول دولة إسلامية في الجزيرة العربية تحت قيادته دعى فيها للعدل والمساواة وحث على تحرير العبيد وأسس أول جيش مسلم ، تمكن هذا الجيش من القضاء على إمبراطورية الفرس وقلص إمبراطورية الروم بعد وفاته وأدخل المسلمون بلاداً واسعة من العالم تحت حكمهم في فترة وجيزة من التاريخ وكانت تلك المبادئ التي دعا لها هي العامل الرئيسي في دخول الناس أفواجا في دين الإسلام.